21 - الحفلة التنكرية 1# - لقاء غير متوقع

الفصل 021 : الحفلة التنكرية 1# - لقاء غير متوقع.

------------------------------------------------

وصل (أورين) إلى حفلة (ياسمين) وكان مصدوماً من أول نظرة ألقاها على ذلك المنزل الضخم، حتى تذكر بأنه سمع من قبل أن والدها فاحش الثراء. كانت أمامه بوابة كبيرة حديدية ومزخرفة ففتحها ببطئ ودخل بينما يتخيل نفسه وهو يخرب تلك الحانة المفتوحة التي تحدثت عنها (ياسمين).

حتى ظهر أمامه رجل ضخم البنية،مليئ بالعضلات، أسمر البشرة ويرتدي بدلة مرتبة ومحترمة. فمنعه ذلك الرجل من المشي إلى الأمام وتركه واقفاً مكانه وكان رأس (أورين) يصل إلى صدر ذلك الرجل. بعد ذلك علم بأنه يواجه حرس آمن المنزل.

فقال له حارس الأمن: "آسف يا سيدي، هل لي أن أرى دعوتك، من فضلك؟"

رد عليه أورين قبل أن يمد له تذكرة الحفلة قائلاً: "ماذا؟ آه، أجل! التذكرة، هاهي أيها الرجل الضخم."

أخذ حارس الأمن يفحص التذكرة ليتأكد من أنها ليست مزورة، فقال بعد ذلك: "كل شيء يبدو جيداً، سيدي. ومع ذلك، سأحتاج إلى التحقق من اسمك. هل أستطيع أن أرى بطاقة هويتك الشخصية، من فضلك؟"

فكر (أورين) سريعاً حتى يخرج نفسه من تلك الورطة وإلا فلن يستطيع الدخول إلى الحفلة. ففكر بأن يلعب بالنار معه ويمثل بأنه شخصية مهمة، على أمل أن تنجح الكذبة ويخدعه.

فقال له وصدره مرفوع: "إعذرني؟ هل أنت تعلم حتى من أكون؟ إسمع، والدي هو نائب رئيس شركة CompuGlobalHyperMagnet. أنا هنا فقط لأن رئيسك هو شريك والدي في العمل. إذن، إذا لم تكن تريد أن يتم طرد مؤخرتك من هنا فتوقف عن تضييع وقتي، هل فهمت؟"

كان يبدو على حارس الأمن أنه صدق تلك الكذبة بسهولة وقد أخفض رأسه لدرجة أنه لم يستطع النظر مجددا إلى (أورين) في عينيه ومن ثم قال بصوت منخفض وهو مستسلم: "...أجل، سيدي. إعذرني على الإزعاج الذي سببته لك."

فرد عليه أورين: "هكذا أفضل. والآن إنقلع من أمامي، أيها الحثالة."

تحرك حارس الأمن من أمام (أورين) بسرعة وعينيه تنظران نحو الأرض. فتقدم إلى الأمام وهو غير مصدق بأن حارس الأمن قد صدق تلك التمثيلية. حتى ذُهل من جمال حديقة المنزل التي تتوسطها نافورة ضخمة وحجم المنزل المكون من 3 طوابق. استعد بعد ذلك للدخول إلى الحفلة المليئة بزملائه في الفصل وطلاب آخرين من فصول أخرى، وجميعهم يرتدون أزياء تنكرية بعضهم رائع وبعضهم غريب وبعضهم فاتن.

تأكد بعد ذلك جيداً بأن لا أحد سوف يتعرف عليه، فنطق بصوت عادي قائلًا:

"تفعيل وضع الإخفاء."

حتى سمع ورائه صوت فتاة قالت له: "مرحبا (أورين)، كيف حالك؟"

استدار مذعوراً لأن شخصا من الحفلة قد علم بهويته، حتى وجدها (لورين) بزي الساحرة السوداء تبتسم في وجهه، فقال لها متسائلاً: "اللعنة يا (لورين)! كيف استطعتِ التعرف عليّ؟"

فردت عليه وهي تضحك: "هاهاها، لأقول لك الحقيقة، لقد رأيت زيّك البارحة. بقيت بجانب باب المنزل لأرى متى سوف تأتي إلى المنزل."

فترجاها قائلاً"أرجوك، لا تخبري أي أحد!"

لورين: "بالطبع لا، لا تقلق! أنا سأذهب إلى داخل المنزل الآن، هل تريد القدوم؟"

"أجل، دعيني فقط أحصل على مشروب أولاً."

لورين: "حسنا، أراك في الداخل."

ذهب (أورين) صوب الحانة المفتوحة حتى يحصل على مشروب، ولكنه لم يجد النادل هناك فنادى عليه بصوت مرتفع:

"مرحباً؟ أين هو النادل؟ أريد الحصول على شيء لأشربه!"

حتى سمع خلفه صوت فتاة مجددا موجهة كلامها إليه قائلة: "هذا زي رائع لديك هناك."

استدار ليرى من يحدثه، فوجدها (ياسمين) مما جعله يفزع قليلاً، لكنه يعلم بأنه سيكون بخير مالم يزل القناع. سألته (ياسمين) عن من يكون، فقال لها بدون تردد وتفكير بأن إسمه (بيتر).

سألته مجدداً: "(بيتر)؟ (بيتر) من أين؟"

لم يعرف (أورين) ما يقول لها، وكان يبدو على (ياسمين) القليل من الإزعاج وهي تنتظر جوابه. حتى سمع خلفه صوت رجل يكلم (ياسمين) قائلاً لها:

"مرحبا يا حلوتي آسف على إزعاجك، هل لديك دقيقة من وقتك؟"

فردت عليه: "لا تقلق يا أبي، نحن فقط ندردش، هذا الشخص..." وأكملت وهي تنظر إلى (أورين) بنظرات سيئة "... صديق من المدرسة؟"

بعد أن قالت (ياسمين) ماقالته لوالدها، تبين ل(أورين) بأن والدها قد انزعج هو الآخر من رؤية إبنته تبدو منزعجة وهي تحدثه، لكنه تراجع عن ذلك وخاطب (أورين) قائلاً له: "حسنا، سعيد بمعرفتك"

تنهد (أورين) بعد كل ذلك الضغط من (ياسمين) ووالدها، ورد عليه بالمثل: "يشرفني لقائك أيضاً، سيدي!"

حتى إستدار ليقابله وجها لوجه، فكانت الصدمة قوية جدا! لقد كان والد (ياسمين) رجلاً أسمراً يرتدي بدلة بيضاء ونظراته مخيفة وباردة. كان (أورين) يعرف ذلك الرجل، إنه الشخص الذي التقى به في الكنيسة الذي تسلل إليها رفقة (جودي)، لقد كان (مولوخ)! الرجل الذي رآه في المعبد قبل بداية مراسم عشتروت.. مما يعني بأنه واحد من أبناء عشتروت.

حاول (أورين) التظاهر بأنه شخص يسمى (بيتر) وفي نفس الوقت حاول التظاهر بأنه ليس مرتبكا وخائفاً من أن يرى (مولوخ). فقال:

"أنا (ب-بيتر)، سيدي."

رد عليه مولوخ: "من دواعي سروري، يا (بيتر)." ثم ضيق عينيه قليلا وسأله: "هل نعرف بعضنا البعض؟"

فقال له (أورين): "لا، سيدي... أنا متأكد من أننا لم نلتقي من قبل."

مولوخ: "نعم على ما أظن..." بعد ذلك تحدث إلى ابنته ووجهه منقبض ويبدو منزعجا بعض الشيء فقال لها:

"على كل حال، (ياسمين)، أريدك أن تأتي إلى الداخل. تبين أن بعض من ضيوفك قد نسوا أنفسهم أين يتواجدون. وتذكري، لا أريد أي أحد أن يذهب إلى الطابق الثالث."

أجابته (ياسمين) بالإيجاب والطاعة وأخبرته بأنها ستذهب حالاً. وقبل أن تذهب نظرت مرة أخيرة إلى (أورين) بابتسامة ماكرة وقالت له:

"حسنا، يا (بيتر)، أراك لاحقاً..."

ظل (أورين) يراقب (ياسمين) ووالدها وهم يتركانه وشأنه، فكان يريح نفسه وهو متأكد من أن (مولوخ) لم يرى وجهه، كما أنه لم يرى (جودي) وهي موجودة في المعبد لذلك فهو لا يعرف شكلها، فارتاح من ناحية (جودي) على الأقل. قرر أن ينسى كل ذلك ويستمتع بالحفلة، لكنه لم ينسى ماقاله (مولوخ) عن حظر الضيوف للذهاب إلى الطابق الثالث، ففكر (أورين) في إمكانية أنه يخبئ شيئاً هناك. واختار الإستمتاع أولاً بالحفلة وترك أمر التحقيق في الطابق الثالث هو آخر شيء سيفعله، وسيصعد تدريجيا من الطابق الأول إلى الثاني حتى يستمتع جيدا بالحفلة، إلى أن يجد فرصة ليصعد إلى الطابق الثالث.

ذهب مباشرة إلى الطابق الأول بعد أن سمع موسيقى جميلة تصدر من هناك. فوجد 4 أشخاص في الطريق، شخص يرتدي بدلة سوداء مع قناع ليقطينة هالوين كبيرة على رأسه ويحمل صنارة صيد، وكانت هناك فتاة جميلة ترتدي زي خادمة ظريفة وكأنها معلقة بخيط صنارة فتى اليقطينة. وشخص يرتدي زي أخضر عنصري مبالغ فيه جدا قد سأله (أورين) عن مكان وجود الطعام والشراب، أشار له بيده إلى غرفة قريبة منه، بعد ذلك بدأ يرقص كالمجنون بطريقة غريبة حتى رأى فتاة ترتدي كوسبلاي شخصية خيالية وذهب إليها ثم بدأوا بتقبيل بعضهم البعض، مما جعل (أورين) يضحك قليلاً حتى دخل إلى الغرفة.

وجد هناك مجموعة من الأشخاص يرقصون رقصاً خفيفاً، بعضهم معه رفقة والبعض الآخر يقفون لوحدهم ويحملون مشروبات في أياديهم ويرقصون. لمح (أورين) وجود (آيريس) بجانب مدخل الغرفة، وفي الجهة الأخرى توجد (لورين) ومعها (توم) الذي يرتدي زي جندي عسكري، لم يكترث (أورين) لوجوده هناك في الغرفة حقاً، لأنه يلبس قناعاً لذا فلن يقلق حول حدوث عراك معه. الشيء الوحيد الذي دخل ليحصل عليه هناك هو الطعام والشراب، والذين لم يتبقى منهم شيء.

حتى استدارت (آيريس) نحوه فابتسمت وقالت له: "مرحبا (أورين)!"

فأجابها بالمثل وظل صامتاً للحظةـ حتى أدرك بأن (آيريس) تعرف هويته بالفعل، فسألها حائراً: "مهلا... تعرفين من أنا أنتِ أيضاً؟"

فقالت له بكل براءة: "حسنا، (لورين) أخبرتني بذلك للتو."

عندما سمع ما قالته له (آيريس) بدأ يلعن، فلقد وعدته (لورين) قبل قليل بحفظ السر، لكنها وبعد وقت قصير جدا أخبرت (آيريس)، و(أورين) لا يعلم إن كانت قد أخبرت أشخاصاً آخرين بالفعل أم لا.

فطمأنته (آيريس) قائلة له: "لا تقلق، لا أحد آخر يعلم. ولا حتى (جودي)." ثم استدارت لتبحث عنها ولكن لم تجدها بالغرفة، فأكملت: "على فكرة، هل تعلم أين ذهبت؟ لا أستطيع إيجادها."

"لا، لا أعلم."

آيريس: "سوف أذهب لأرى إن كنت سأجدها."

فودع بعضهما البعض وخرجت (آيريس) من الغرفة. فلاحظ أن (لورين) و(توم) يتحدثون، ولكنه لاحظ أيضا أن (لورين) منزعجة من وجوده بجانبها. فاقترب قليلاً ليسمع محادثتهما.

توم: "هيا يا (لورين)، لا تكوني حادة المزاج."

لورين: "أنت تسبب لي الألم والإزعاج، أتعلم هذا؟"

توم: "دعينا نذهب للرقص، نستطيع الحصول على مشروبات، وبعد ذلك نذهب إلى منزلي."

لورين: "هل أنت حتى تسمع ما تقوله؟ لا أريــد أن أقــوم بـأي شـيء مـعـك."

توم: "هيا، لما لا نقلب عملة لنقرر ذلك؟ ماذا ستختارين الرأس أم الذيل؟"

لورين: "لا، شكرا."

لورين: " إذن ما رأيك في أن نلعب بأوراق اللعب؟ أو نرمي النرد؟ إذا فزت فسوف تخرجين معي في موعد."

لورين: "لا."

بعد أن تم رفض (توم) لعدد لا يحصى من المرات، استدار هو و(لورين) ووجدا (أورين) وهو واقف على بعد متر ونصف تقريبا من مكان وقوفهم ويسمع كل ما يقولون بدون أن يفكر حتى في التنصت عليهم في السر بدون أن يلاحظوه. فأزعج ذلك (توم) فقال موجها كلامه لـ(أورين): "وأنت، ما الذي تنظر إليه بحق الحجيم، أيها الأحمق؟"

فرد عليه (أورين) بكل برود: "لا شيء، أنا فقط مررت بجانبكم."

ابتسمت (لورين) ابتسامة ماكرة، وهي تنظر إلى (أورين) فقالت لـ(توم): "آه أجل، هذا..."

فهم (أورين) ما ترمي إليه (لورين)، فقال لهم إسمه المزيف، بعد ذلك أكملت (لورين) الكلام:

"(بيتر). (بيتر) هو صديق لي. أتعلم ماذا يا (توم)؟ دعنا نقوم بذلك الرهان، ولكنك ستلعب ضده."

تساءل (توم): "هو؟"

وتساءل (أورين) أيضا: "أنا؟"

فقالت له (لورين): "أجل، أنت. أنا أعلم بحقيقة أنك جيد في لعب القمار، ألست كذلك؟"

رد (أورين) وهو محافظ على نفس الوضعية منذ أن أتى إلى هناك: "على ما أعتقد."

ثم نظرت إلى (توم) بملامح إنزعاج، وقالت: "دعنا نقوم بشيء ما. (بيتر) هنا سوف يلعب ضدك نيابة عني، وسيدافع عن شرفي. إذا فزت، سوف أخرج معك في موعد، وإذا خسرت سوف تتركني وشأني إلى الأبد."

توم: "بالطبع،أنا موافق. لنجعل اللعب أكثر إثارة، سوف تُقَبلين أيا كان الفائز."

لم تتقبل (لورين) تلك الفكرة وكانت تشعر بالإشمئزاز في كل ثانية تمر وهي تفكر في تلك الفكرة، فقالت له:

"ماذا؟ لا ترفع من حظوظك يا (توم)."

لكن (أورين) في الجهة المقابلة كان موافقاً على الفكرة فقال لهم: "هممم، هذا جيد بالنسبة لي أيضاً."

استغربت (لورين) من موافقة (أورين) على تلك الفكرة، فقالت بصوت مرتفع:

"ماذا؟! لكنها ليست فكرة جيدة بالنسبة لي!"

توم: "وأنا من سوف أختار اللعبة الذي سنلعب."

وافق (أورين) على ذلك أيضاً، مما جعل (توم) يبدوا غاضبا قليلاً ثم قال موجها كلامه إليه: "أنت تبدو واثقاً من نفسك..."

كان يبدو على (أورين) الهدوء والثقة بالنفس، والتي لا أحد يعلم من أين أتى بها، فقال ل(توم):

"من؟ أنا؟ أنا أكثر هدوءاً وثقة منك، هذا ما أنا متيقن منه حقاً."

توم: "أوه، حقا؟"

"أجل."

توم: "هممم."

"مم-هممم."

فرد عليه (توم) بعصبية: "...أنت تجعلني أشعر بالتوتر! اخرس أيها اللعين ودعنا نجلس لنعب فوراً!"

يتبع..

2022/01/23 · 112 مشاهدة · 1657 كلمة
نادي الروايات - 2024